في كتيب سيارة كل ليبي,هناك تلك العبارة الرنانة:القيادة فن و ذوق و أخلاق.لطالما توقفت عند الكلمة وأبتسمت. إذ يبدو أن الليبيين جميعاً قد أتفقوا على شئ واحد(و هو أمر شديد الندرة بالمناسبة)و قرروا أن أفضل طريقة للتعبير عن رأيهم في هذه الكلمات هو:إثبات بأنها (كلام فاضي
القيادة:هي الجلوس خلف مقود السيارة ,معرفة أسماء (المارشة و الفرينو و الفرينوماني و العداد و الشيراتوري ...إلخ) .طبعا لا مانع من أن تتعرف على بعض الإكسسوارات الغير ضرورية (كالمرايا الجانبية و مرآة الرؤية الخلفية في السيارة و حزام الأمان) فكما لابد و أنكم لاحظتم-إذا كنتم من محترفي ال...قيادة في شوارعنا,أن الكثيرين يعتبرون هذه الأشياء من الزوائد عن الحاجة,لا يتذكرونها إلا عندما يخبرون أصدقاءهم-بعد نقل السيارة الى الرابش طبعاً-أنهم لا يدرون من أين (زرق) عليهم السواق الاخر, وأنهم(والله)ماشافوه في المراية. طبعاً لم يروه,لأنه لا يتطلعون إليها أساساً
ناهيك طبعا عن حزام الأمان,بعض الذين أعرفهم يعتبر الأمر وقاحة إذا طلبت منه في لطف أن يثبت حزام الأمان , ثم يتحفك برأيه الفذ عن كيفية أن الأعمار(بيد الله) و( اللي يريدها ربي تصير) , و كأني خضت مع الخائضين لا سمح الله..كأني طلبت منه أن يبتلع إكسير الحياة مثلاً (طبعاً لو كان ما أمنحه هو اكسير الحياة بدل نصائحي المزعجة , لتلقى الأمر بكثير من الحماس و لنسي كل سيء عن القضاء و القدر. يا أخي,,عندما أطلب منك تثبيت حزام الأمان , فليس ما أطلبه منك تجديفا و دعوة إلى تحدي الخالق لا سمح الله , بل ببساطة أطالبك بما أمرنا الله –سبحانه-به , و هو الأخذ بالأسباب و عدم رمي أنفسنا إلى التهلكة.
فن:بالتأكيد الكثير من سائقينا هم فنانون بالفطرة.يتذوقون الموسيقى و الفن كما لم يفعل بيتهوفن (و هو بالمناسبة من فقد السمع في آخر حياته,لكنه قدم أفضل إبداعاته خلالها), وبمناسبة الحديث عن (الصمم),قرر بعض هؤلاء أنه من الظلم أن يحرموا الأخرين من الاستمتاع بهذه الفنون , فقبل أن يدركك الصمم لأي سبب كان,أخذوا على عاتقهم أن يتحفوك بال(بووم بووم) و ال(تس تس تس ) و بالذات عندما يفترض بك أن تكون في قيلولتك , او الأفضل , بعد الحادية عشر ليلاً في شارعك الضيق الذي يكاد يسمع فيه الجيران همس بعضهم.
ذوق:لا بد أنكم تعلمون عمن أتحدث.إنهم أولئك الذين تربّوا على أساس توقع الأفضل من الآخرين.كلهم نشأوا على أساس أن الأخرين مهذبون و حساسون لدرجة أنهم لن يجرؤوا على جرح المشاعر الرقيقة و حب كل الناس و مراعاتهم لمشاعر الأخرين التي يحملها هؤلاء السائقين. لذا فهم أبدا لا يكذبون خبرا , لذا تراهم , ببساطة,يوقفون سياراتهم في منتصف الطريق المزدحم بموازاة سيارة صديق قديم ليتبادلوا أحاديث من الواضح أنها لن تصلح إذا ما أوقف سيارته على جانب الطريق و نزل ليتبادل الحديث مع هذا الصديق,لا,لا بد أن يتم الأمر بهذه الطريقة. لذا يمكنك أن تتخيل مدى صدمة هذا السائق إذا ما تجرأت و أطلقت نفير سيارتك في إحتجاج. سينظر إليك كأنما يقول لك:كيف تجرؤ؟ ليس من حقك. طبعا ليس من حقك , فكما قلت لك , ليس من حقك أن تجرح مشاعر هؤلاء الحساسين, إذ يكفي أنهم (يسمحون) لك باستخدام الطريق,فتكافئهم أنت بهذه الطريقة؟ .(طبعاً هناك من يعانون من حساسية شديدة لأي إهانة من نوع أن تطالبه بأن يحرك سيارته لأنها تسد الطريق , أذكر أن أحدهم كان يفرغ حمولة من سيارته البيك أب,ووراءه طابور طويل من السيارات,و عندما طال الأمر أكثر من اللازم , و كان وقت ذروةالظهيرة, تجرأ البعض على ضغط النفير , فما كان من صديقنا الحساس إلا أن أطلق وابلاً من الشتائم قبل أن يغلق سيارته و يتركها في منتصف الطريق و ينصرف. مسكين ,لا بد أنه لم يحتمل كل هذه الجرأة من قبل الأخرين فانصرف يفرغ بعض إنفعالاته)ء
أخلاق: وهو موضوع يطول . لن أتحدث هنا عن كيف أن تدهورت الأخلاق في زماننا هذا , بغض النظر عن الإغراء الذي يشكله الحديث عن هذا الموضوع. فقط سأكتفي بالإشارة إلى بعض الظواهر التي ترتبط بالقيادة في شوارعنا
كم مرة قدت سيارتك خلف سيارة ما ثم تفاجأ بشئ يقفز من إحدى نوافذها إلى مقدم سيارتك,وبعد أن تسترد أنفاسك , تكتشف بأن هذا (الشيء)هو عبارة عن كيس مليء ببقايا الطعام,و لابأس بعلبة أو علبتين معدنيتين للمياه الغازية. لابأس,على الأقل إذا ما حدث شيء ما لا قدر الله,فإنّك لن ترضى بأن تصاب بأي أذى بسبب أي شيء أقل من (كيس بقايا الأطعمة)هذا,أليس كذلك؟.يبدو أن بعضهم قد قرر أن يعتبر شوارعنا مكباً للنفايات لا يصلح غيره لأداء هذه المهمة
ثم هناك أولئك الذين لا يحترمون حق المشاة في العبور, و هذه قصة أخرى , فيبدو أن هناك من وجد أن المشاة يشكلون تدريباً ممتازاً على إصابة الأهداف المتحركة ,لذا يبدو عبور الطريق أحياناً عبارة عن مغامرة غير محسوبة النتائج. هذا بالطبع بالإضافة لأولئك الذين اخترعوا وسيلة عبقرية جديدة لمحاربة خروج المرأة إلى الشوارع ,فتفننوا في فنون المعاكسة و طول اللسان
هذا –كما أراه- ليس فقط تجاوزاً للقانون و الحس السليم,بل هو خطر أيضاً على السلامة ,واستهتار بحقوق الآخرين.
إنتقاد أنفسنا هو أول الطريق إلى إصلاحها ,هذا ما أومن به . و الإشارة إلى عيوبنا لا يعني إلا استعدادنا لمواجهتها و التخلص منها.فلن يفيدنا بشيء أن ننظر إلى الجهة الأخرى و نقول(مادخلناش).فقط كل مايحتاجه الأمر أن تبدأ بنفسك على الأقل.
إلى اللّقاء
مع خالص التحية.
Benghazi Citizen
ناهيك طبعا عن حزام الأمان,بعض الذين أعرفهم يعتبر الأمر وقاحة إذا طلبت منه في لطف أن يثبت حزام الأمان , ثم يتحفك برأيه الفذ عن كيفية أن الأعمار(بيد الله) و( اللي يريدها ربي تصير) , و كأني خضت مع الخائضين لا سمح الله..كأني طلبت منه أن يبتلع إكسير الحياة مثلاً (طبعاً لو كان ما أمنحه هو اكسير الحياة بدل نصائحي المزعجة , لتلقى الأمر بكثير من الحماس و لنسي كل سيء عن القضاء و القدر. يا أخي,,عندما أطلب منك تثبيت حزام الأمان , فليس ما أطلبه منك تجديفا و دعوة إلى تحدي الخالق لا سمح الله , بل ببساطة أطالبك بما أمرنا الله –سبحانه-به , و هو الأخذ بالأسباب و عدم رمي أنفسنا إلى التهلكة.
فن:بالتأكيد الكثير من سائقينا هم فنانون بالفطرة.يتذوقون الموسيقى و الفن كما لم يفعل بيتهوفن (و هو بالمناسبة من فقد السمع في آخر حياته,لكنه قدم أفضل إبداعاته خلالها), وبمناسبة الحديث عن (الصمم),قرر بعض هؤلاء أنه من الظلم أن يحرموا الأخرين من الاستمتاع بهذه الفنون , فقبل أن يدركك الصمم لأي سبب كان,أخذوا على عاتقهم أن يتحفوك بال(بووم بووم) و ال(تس تس تس ) و بالذات عندما يفترض بك أن تكون في قيلولتك , او الأفضل , بعد الحادية عشر ليلاً في شارعك الضيق الذي يكاد يسمع فيه الجيران همس بعضهم.
ذوق:لا بد أنكم تعلمون عمن أتحدث.إنهم أولئك الذين تربّوا على أساس توقع الأفضل من الآخرين.كلهم نشأوا على أساس أن الأخرين مهذبون و حساسون لدرجة أنهم لن يجرؤوا على جرح المشاعر الرقيقة و حب كل الناس و مراعاتهم لمشاعر الأخرين التي يحملها هؤلاء السائقين. لذا فهم أبدا لا يكذبون خبرا , لذا تراهم , ببساطة,يوقفون سياراتهم في منتصف الطريق المزدحم بموازاة سيارة صديق قديم ليتبادلوا أحاديث من الواضح أنها لن تصلح إذا ما أوقف سيارته على جانب الطريق و نزل ليتبادل الحديث مع هذا الصديق,لا,لا بد أن يتم الأمر بهذه الطريقة. لذا يمكنك أن تتخيل مدى صدمة هذا السائق إذا ما تجرأت و أطلقت نفير سيارتك في إحتجاج. سينظر إليك كأنما يقول لك:كيف تجرؤ؟ ليس من حقك. طبعا ليس من حقك , فكما قلت لك , ليس من حقك أن تجرح مشاعر هؤلاء الحساسين, إذ يكفي أنهم (يسمحون) لك باستخدام الطريق,فتكافئهم أنت بهذه الطريقة؟ .(طبعاً هناك من يعانون من حساسية شديدة لأي إهانة من نوع أن تطالبه بأن يحرك سيارته لأنها تسد الطريق , أذكر أن أحدهم كان يفرغ حمولة من سيارته البيك أب,ووراءه طابور طويل من السيارات,و عندما طال الأمر أكثر من اللازم , و كان وقت ذروةالظهيرة, تجرأ البعض على ضغط النفير , فما كان من صديقنا الحساس إلا أن أطلق وابلاً من الشتائم قبل أن يغلق سيارته و يتركها في منتصف الطريق و ينصرف. مسكين ,لا بد أنه لم يحتمل كل هذه الجرأة من قبل الأخرين فانصرف يفرغ بعض إنفعالاته)ء
أخلاق: وهو موضوع يطول . لن أتحدث هنا عن كيف أن تدهورت الأخلاق في زماننا هذا , بغض النظر عن الإغراء الذي يشكله الحديث عن هذا الموضوع. فقط سأكتفي بالإشارة إلى بعض الظواهر التي ترتبط بالقيادة في شوارعنا
كم مرة قدت سيارتك خلف سيارة ما ثم تفاجأ بشئ يقفز من إحدى نوافذها إلى مقدم سيارتك,وبعد أن تسترد أنفاسك , تكتشف بأن هذا (الشيء)هو عبارة عن كيس مليء ببقايا الطعام,و لابأس بعلبة أو علبتين معدنيتين للمياه الغازية. لابأس,على الأقل إذا ما حدث شيء ما لا قدر الله,فإنّك لن ترضى بأن تصاب بأي أذى بسبب أي شيء أقل من (كيس بقايا الأطعمة)هذا,أليس كذلك؟.يبدو أن بعضهم قد قرر أن يعتبر شوارعنا مكباً للنفايات لا يصلح غيره لأداء هذه المهمة
ثم هناك أولئك الذين لا يحترمون حق المشاة في العبور, و هذه قصة أخرى , فيبدو أن هناك من وجد أن المشاة يشكلون تدريباً ممتازاً على إصابة الأهداف المتحركة ,لذا يبدو عبور الطريق أحياناً عبارة عن مغامرة غير محسوبة النتائج. هذا بالطبع بالإضافة لأولئك الذين اخترعوا وسيلة عبقرية جديدة لمحاربة خروج المرأة إلى الشوارع ,فتفننوا في فنون المعاكسة و طول اللسان
هذا –كما أراه- ليس فقط تجاوزاً للقانون و الحس السليم,بل هو خطر أيضاً على السلامة ,واستهتار بحقوق الآخرين.
إنتقاد أنفسنا هو أول الطريق إلى إصلاحها ,هذا ما أومن به . و الإشارة إلى عيوبنا لا يعني إلا استعدادنا لمواجهتها و التخلص منها.فلن يفيدنا بشيء أن ننظر إلى الجهة الأخرى و نقول(مادخلناش).فقط كل مايحتاجه الأمر أن تبدأ بنفسك على الأقل.
إلى اللّقاء
مع خالص التحية.
Benghazi Citizen
8 comments:
Well dear friend , this is so interesting post really , here in Canada I was so afraid to drive while I am a good driver , I drove in Libya for my first time for about 3 years , and when I came here I was afraid to drive you will laugh I was afraid because the way they are driving here is wow so good and traffic signs are every where . well I thought I could not do it , because I used to drive the Libyan way …lol….. and now i am used to the Canadian drive , well you do not worry about any thing , well thank you for this post and keep on on the good posts , and hope every body hear you ..lol….
يجب ان يكتب فى كتيب القيادة الليبة بدل جملة القيادة فن و ذوق و اخلاق , القيادة هى فن تجنب اخطاء الاخرين ..
فعلا كما يقول ابى على القيادة هنا : شن عرف الحمير فى ضرب الكلاكس ؟
نسيت ان تذكر اولئك السائقين الكثييييرين الذين نجد ذراعهم تتدلى من الشباك للتهوية و تجدها تتحرك معبرة تبعا لكلامهم للشخص الذى بجانبهم و هو هامة جدا لكى تستعمل كفليتشة فتجد يدهم ترتفع بعلامة التوقف عند اى منعطف يريدون الدخول اليه ..
يجعلنى هذا المنظر اتسائل :اى فرق بلنسبة لهم فى قيادة حمار او سيارة؟
first of all:LOL
u both made me laugh .
u r right,life cycle,driving in libya must be called(The libyan driving way) we are unique drivers,it is like we are in a war zone or something,.and if u come back to libya,i think u will take a long time before u get into this again,,poor u.
And u BeSHeSHeNtRa( that is really a complicated name:) ) ,u r absolutely right,what makes libyan driving interesting is the way we avoid other's mistakes,and u know what is funny?when some stupid one makes a huge mistake that even a blind man can see,and yet,he insists that (IT IS UR FAULT),,i faced this thousands times sice i made thousands accidents...
Thank u for ur comments:)
Benghazi Citizen
i forgat to say:there is also those who like to tell the whole world that they smoke,so they stick their hands off the window with a cigarette in it,,cool huh...
thanks again
I just got here through the link you left on life's cycle blog.
I didnt know you had a blog, why didnt you sign with your blog name when commenting??
I will read what you have here in a bit but i Must wish you luck first.
good luck and happy blogging inshaAllah :o)
thanks anglo-libyan,i do appreciate that.
well,u r right,i am still new and i'm not used to blogging yet,but i will work harder to spread the word that is i am the new guy in town.
i hope u will visit the blog more frequently.
thanks again
slam Benghazi citizen, i'm happy that another blogger from Benghazi join us,Libyan driving is the shortest way to the haven
thanks ,brave heart.
I totally agree, the Libyan high ways are the shortest ones to heaven.Isn't that interesting?and of course the Lightening condition and all the trenches and holes do their part in helping us.
Benghazi Citizen
Post a Comment